د.عبدالله محمد عمار
245
عدد القراءات
تحتفل مصر هذه الأيام بالذكري الأولي لثورة 25 يناير .. هذا الحلم الجميل الذي مر عليه اثنا عشر شهرا هذه الثورة التي أبهرت العالم كله لما لها من خصائص متفردة..
لقد كانت هذه الثورة وطنية حيث شارك فيها المسلمون والمسيحيون في نسيج واحد وكانت ثورة شعبية فلم يكن لها قائد محدد فكل فئات الشعب بكل انتماءاتهم وتوجيهاتهم شاركوا فيها وكانت ثورة علمية فقد انطلقت شراراتها من خلال الـfacebook وكانت ثورة سلمية حيث تعد أقل الثورات في العالم لها ضحايا شهداء, وبهذه المناسبة ومع فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية, يشغلني ليل نهار أنه لو لم يتبع هذه الثورة ثورة في تطوير التعليم فلن تقوم لمصر قائمة, وسوف يمر علينا ثلاثون أو خمسون عاما أخري ونحن كما كنا قبل الثورة ونحتاج لثورة أخري لذلك أنبه مخلصا بأن يضع الرئيس المحتمل قضية تطوير التعليم علي رأس برنامجه الانتخابي لأنه الأداة الفاعلة لإحداث التغيير الاقتصادي والاجتماعي في أي بلد ينشد التقدم كما يمثل جوهر عملية التنمية التي ترتكز عليها مقومات الأمن القومي المصري, وأن تكون قضية تطوير التعليم قضية دولة وحكومة وليست قضية وزير, وعلي الدولة أن تخصص الميزانية التي تكفي هذا التطوير
وتصوري إذا أردنا نهضة مصر أن يتم تشكيل مجلس استشاري أعلي لتطوير التعليم قبل الجامعي يضم علماء مصر في الداخل والخارج أمثال (د.محمد غنيم, د. أحمد زويل, د.فاروق الباز, د.محمد البرادعي, د.مصطفي السيد, د.محمد النشائي, وغيرهم من المهتمين بقضايا التعليم) مهمته مراجعة الخطط والسياسات التعليمية وربطها بخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة وإعداد خطة استراتيجية طموحه واضحة ثابتة مستقرة لا تتغير بتغير الوزراء يتم تنفيذها ومتابعتها في مدي زمني محدد تشمل محاور عدة منها علي سبيل المثال لا الحصر:
أولا: إعداد مناهج جديدة تلبي احتياجات الشباب وتدعم التفكير العلمي الناقد وحل المشكلات والتعلم مدي الحياة وتدعم قيم المواطنة الصحية المستنيرة واحترام الآخر, تحتوي علي المفاهيم والقضايا المعاصرة في هذا المجتمع الجديد.. مجتمع المعرفة مناهج تبحث عن خبرات جديدة وأفكار حديثة متجددة تتصل بالمعرفة مع تمتع وسعادة المتعلم بالعملية التعليمية وذلك من خلال استخدام نظرية الذكاءات المتعددة في عملية التعلم وألا يزيد الكتاب المدرسي في بعض المواد الدراسية علي25 صفحة يحدد قضايا ورؤس موضوعات ويقوم الطالب بمساعدة المعلم بالرجوع إلي مركز مصادر التعلم للحصول علي المعلومة بنفسه, ويستخدم المعلم أساليب تدريس مناسبة لهذا التوجه وبناء علي ذلك فسوف تتغير أساليب التقويم التي تركز علي الحفظ والتلقين لتصل إلي المستويات المعرفية العليا (التطبيق والتركيب والتحليل والتقويم) وسيسهم ذلك في القضاء علي الدروس الخصوصية.
ثانيا: التنمية المهنية المستمرة للمعلمين وإكسابهم الكفايات الأساسية والضرورية, بالاضافة الي إصلاح أحوالهم الاقتصادية والتي تنعكس علي تحسن أوضاعهم الاجتماعية من خلال كادر خاص حقيقي وأن يظهر الاعلام ـ مسموعا أو مقروءا أو مرئيا ـ صورة المعلم في أبهي وأجمل صورة.
ثالثا: النظر في أن تعود المدرسة لفاعليتها وجاذبيتها وأن تكون هي المصدر الرئيسي للمعرفة, فالكثير من المدارس بوضعها الحالي خاصة في المرحلة الثانوية ـ غير مؤهل للاعتماد التربوي, وقد حصلت 1420 مدرسة منذ عام 2008 حتي الآن علي شهادة ضمان الجودة والاعتماد منها 1186 مدرسة حكومية و234 مدرسة خاصة وبهذه الحسبة فإننا نحتاج لأكثر من 50 سنة حتي تحصل مدارس مصر 45000 مدرسة علي الاعتماد لذلك فإننا نحتاج إلي ثورة في تطوير بناء المدارس بحيث تحتوي كل مدرسة من مدارس مصر علي مركز مصادر التعلم يوجد به مكتبة ومعامل للعلوم الحديثة المطورة ومعامل الكمبيوتر وحجرات خاصة بممارسة الأنشطة وحجرة التربية الفنية وحجرات للمعلمين ومقصف وفناء يسع لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة من خلال مشاركة المجتمع المدني ورجال الأعمال وتخصيص الميزانية المطلوبة لسد الاحتياج والذي يقدر بحوالي 50 مليار جنيه لاتاحة التعليم في كل المناطق المحرومة والانتقال به بعد ذلك إلي الجودة طبقا للمعايير العالمية.
رابعا: رغم إيماني الكامل بأهمية تطبيق لا مركزية التعليم نظرا لضخامة النظام التعليمي بمصر 46000 مدرسة 17 مليون طالب وطالبة مليون و300 الف معلم إلا أن البيئة المحلية غير مهيأة لذلك حتي الآن.
خامسا: تحديث البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع المدارس لتمكينها من التطبيق الفعال للمنهج الجديد وتوظيفها في طرق التعليم والتعلم وإدارة المدرسة وتقويم الطلاب, فإنه لم يعد ممكنا أبدا أن نتخلف عن هذا العصر أو نتقاعس في توفير القدرات والمهارات اللازمة لاقتحام هذه المجالات الجديدة.
هذه بعض المحاور التي لو وضعها الرئيس المحتمل نصب عينيه وتضافرت كل القوي والأحزاب السياسية بالدولة ولجنتي التعليم بمجلسي الشعب والشوري لكانت مصر في مصاف الدول المتقدمة في العالم, ولكان التعليم بحق هو بوابة مصر للانطلاق للمستقبل الذي ننشده ونحقق أهداف الثورة التي لم تتحقق بعد, ويقيني أن التعليم هو الطريق لتحقيق هذه الأهداف.
الجمعة 04 أكتوبر 2019, 2:40 pm من طرف داليا
» كتاب تكنولوجيا اعمال البناء للصف الأول
الخميس 16 أغسطس 2018, 7:05 am من طرف hany hamza
» فوتوشوب الصف الثالث
الجمعة 15 سبتمبر 2017, 5:01 am من طرف kareema
» الباب الأول والثانى الصف الثالث
الجمعة 15 سبتمبر 2017, 4:59 am من طرف kareema
» شرح فيديو للاونوكاد ثنائي الأبعاد :- جزء رقم "1"
الإثنين 17 أكتوبر 2016, 10:54 am من طرف عبدة قورة
» كتاب الحاسب الآلي للصف الأول الثانوي الفني الصناعي
الأربعاء 16 مارس 2016, 10:57 pm من طرف محمد نجم
» برنامج للإلكترونيات ! بيجرب الدوائر كإنك في معمل
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 5:34 am من طرف الفضلاوى
» خط سير للتوجيه شهري
الأربعاء 24 ديسمبر 2014, 2:24 pm من طرف azzam_2006
» الضوابط العامة لأعمال امتحانات النقل
الأربعاء 24 ديسمبر 2014, 1:56 pm من طرف azzam_2006